Translate

الأحد، 17 يناير 2016

(جند الاقصى والمهادنة الشامية)

(جند الاقصى والمهادنة الشامية)
اجتمعت اتحاد فصائل جيش الفتح وسيطرت على مدينة ادلب وكانت نواه لتحالف الفصائل السورية تحت لواء واحد ولكن حتى هذا اللواء كان مشوش .. فجيش الفتح والذى تقوده جبهه النصرة يتميز بالسلفية الجهادية حاله كحال تنظيم الدولة ولكنه لا يطبق الشريعة فى مناطق سيطرته بل ان بعض مقاتلى التحالف مؤمنين بالعملية السياسية ويتحاورون على اتفاقات سياسية بل يدعون لسوريا الديمقراطية بالرغم من ان اغلب تلك الفصائل (حسب التسميه) اسلامية وتوافق خليجى تركى وخصوصا بعد عاصفة الحزم السعودية فى اليمن تم تدعيم هذا التحالف ليكون رأس حربة الثورة السورية وهو كان كذلك لكن سرعان ما انقلبت الايه بعدما وجدت بعد الفصائل ان خلافتها العقائدية والداخلية لن تجعلها تستطيع الاستمرار ..
جيش الفتح :
مكون من عدة فصائل سورية هم جبهة النصرة وأحرار الشام وجند الأقصى و فيلق الشام ولواء الحق و جيش السنة وأجناد الشام وهى فصائل جميعها اسلامى وتحمل النصرة اعباء الجيش على اكتافها ولكن هذا التحالف فى الاساس حدث لتقوم احرار الشام بجذب النصرة وجند الاقصى تحديدا للقتال ضد بشار باسم جديد هو جيش الفتح .. لتكون الصورة بعيدا عن القاعدة والسلفية الجهادية حتى ان راية جيش الفتح لا تحمل راية التوحيد التى يستخدمها اغلب الجهاديين فى سوريا ويقوم بالتفاوض مع النظام فى الفوعة وكفريا كل ذلك كان محاولة لتحيد الثورة السورية عن فكر السلفية الجهادية وكانت النصرة وجند الاقصى متعاونين فى البداية مع فكرة قتال بشار اولا ثم نتحدث عن سوريا بقاعدة (الا نضع العربة امام الحصان ونطلب من الحصان السير) سيقاتلون بشار لطرده من سوريا وبعدها فرض ايدوليجيته الاسلامية على سوريا .. اذن النصرة وجند الاقصى هما نفس افكار تنظيم الدولة مع خلاف ان الاخر لا يداهن ولكن رغم المداهنة انهم فصيل سلفى جهادى .
بداية الازمة :
اعلان جند الاقصى انسحابة من جيش الفتح اهم ما فيه ...
1.تأييد بعض فصائل جيش الفتح للمشاريع الصادمة للشريعة وتجلى ذلك بوضوح
2.توقيع بعض الفصائل فى الجيش على بيان ديمستورا الذى ينص على ان الشعب السورى هو يكتب دستوره
3.الترحيب بالتدخل التركى والتحالف الدولى ضد جماعة الدولة (تنظيم الدولة)
4.الضغط علينا من قبل جيش الفتح وحركة احرار الشام تحديدا لقتال (جماعة الدولة)
5.سنقاتل جماعة الدولة فى حالة دفع صيالهم عن مناطقنا (دفاع عن النفس)
6.دعوة جماعة الدولة لوقف القتال ضد الفصائل الاسلامية وتوجيه السلاح والذخائر اللى طاغوت الشام والعراق 
ليس هناك ما يمنع من الرجوع لجيش الفتح لكن بعد تصحيح المخالفات 
1.اصدار ميثاق شرعى لجيش الفتح يعتمده العلماء وملزم لجميع اعضاء جيش الفتح
2.اصدار بيان بقتال الامريكين والروس ومن ناصرهم (يقصد بعض فصائل الحر والاكراد)
3.اعلان جميع فصائل جيش الفتح موقفها من تطبيق الشريعة الاسلامية
4.العودة الى علماء الدين فى حالة حدوث خلاف 
نزل هذا البيان كالسهم المنطلق على احرار الشام تحديدا وجيش الفتح عموما .. 
رد احرار الشام :
البيان فى الاساس موجه ضد احرار الشام الممولة خليجيا .. وهى حركة ذات مرجعية اسلامية ولكن يشكك كثيرون فى انها تريد تطبيق الشريعة هى تريد حكم اسلامى بشكل اخر على غرار حركة حماس في غزة مثلا .. وهى ترحب بالديمقراطية وهو يتنافى على الاقل مع قيادات النصرة وباقى الجهاديين فى الشام .. 
رد الشيخ أبو عزام الأنصاري عضو شورى الحركة اهم نقاط الرد ..
1.ما نعلمه من فصائل جيش الفتح خاصة، وعموم فصائل الجهاد الشامي أنها لا ترضى عن الإسلام بديلا، وأنها مسلمة مؤمنة نحسبهم قادة وجندا ولو كان هناك فصيل مرتد في الساحة لقاتلناهم نصرة للدين ورحمة بالمسلمين أن يفتنوا بهم لكن لن نكفّر فصيلا عندما نحتاج لسلاحه وماله 
2. ماذا تقصدون بمشاريع صادمه للشريعة !! إن من أكبر الطعنات التي تلقيناها من تنظيم الدولة أننا كنا نقوم معهم بعمليات مشتركة في الساحة السورية، وكنا حينها إخوانا بحسب الظاهر منهم، وعندما حصل الاختلاف بيننا، تم تكفيرنا بأمور حصلت قبل الخلاف والله المستعان!! فلا تفجعونا بكم بارك الله
3.أما بيان ديمستورا فكان من الإنصاف أن يقول الجند "بيان رفض خطة ديمستورا" كي لا يوهموا القارئ بأن البيان كان فيه تأييدا للخطة.
4.عن تركيا : أتريدون أن نغضب أو نحزن إن جاء طرف ليخفف العذاب عن المستضعفين ممن لم نستطع نحن تخفيف معاناتهم؟ أم أنه يجب أن نحصر الخير في فصائلنا فقط وأن نمنع القطر عن الناس إن لم يكن عن طريقنا 
5. هل تريدون القتال حقيقة بحيث نحقق للأمة نصرا أم تريدون استعراض البطولة ثم نختبئ بين الأهالي فيتلقون المزيد من المعاناة والقهر! لماذا لا تذهبون إلى عفرين لمقاتلة أنصار الأمريكان (الاكراد)هناك كما تزعمون 
6.الرسول هادنهم عشر سنين لانه كان فى موقف ضعف فكيف يشترط علينا الإخوة شرط الإعلان عن القتال ونحن بحالة استضعاف.بل نص العديد من أهل العلم على جواز دفع مال للعدو كي يخف ضرره عن المسلمين مستدلين بعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلث ثمار المدينة لغطفان كي تترك قريشا في غزوة الخندق.
النصرة :
علقت النصرة مشاركتها فى جيش الفتح حتى تنتهى الخلافات .. فالخلاف مع جند الاقصى ليس خلاف جزئى او مشادة او ما شابه هو اختلاف شبهات واغلب مقاتلى النصرة يريدون تلك المطالب فى الاساس فناهيك عن معارضة النصرة عن من طالبها كجند الاقصى رفقاء الدرب .. فكان قرار تعليق النصرة عضوتها فى جيش الفتح صدمه كبيرة لانصار جيش الفتح .. فبخروج الجند تحرج النصرة كثيرا امام مقاتليها ان لم تنصرهم .. وخرج المحيسنى مفتى جيش الفتح (الشرعى) متحدثا عن الضغوط من قبل احرار الشام لقتال جماعة الدولة ان ما الإلزام بالقتال فالأمر قد حُسم ببيان الجند فلا يطلب من إخواننا فوق ما ذكروه إن اعترضتنا داعش وقطعت طريقنا نقاتلها ان لم يحدث لن نقاتلهم ..
التفاهم :
منذ ذلك الحين وبدأ علماء الشام ورجال الدين الذين طلبت منهم جند الاقصى التدخل لحل الخلاف واحرار الشام كذلك فى الامر .. واقنع العلماء ومن اهمهم المحيسنى جند الاقصى بالرجوع بعد اجتماعيين بين قيادات جيش الفتح واحرار الشام والنصرة وجند الاقصى انتهى واتفق الاطراف على تقريب وجهات النظر وبعد الموافقة ووقت كتابة بيان الموافقة .. قال مندوب احرار الشام انهم يرفضون رجوع الجند لانهم (لا يثقون بهم) .. فاحرار الشام وبعض الفصائل فى سوريا تعتبر جند الاقصى امتداد لتنظيم الدولة فى سوريا ويبدو انهم يشعرون ان المعركة الكبرى ضد تنظيم الدولة قادمة وانه لا يريد ان يرى من يعتمد عليهم الان يرفضون خوض المعركة ضد تنظيم الدولة .. فحتى الان يحاول علماء الشام لم الشمل مجددا واختفى المحسينى ولم يغرد منذ ذلك الاجتماع ويحاول بكل جهد تقريب وجهات النظر دون جدوى حتى الان .
المهادنة الشامية :
يظن بعض المتابعين ان تنظيم الدولة هو الجماعه الوحيدة المنتميه لفكر السلفية الجهادية والتى تقاتل لتطبيق شرع الله .. فهذا وهم فهناك فى سوريا عشرات الالاف من المقاتلين الذين يقاتلوا لنفس الغرض ولكن بسبب ضعف بعض النفوس وبعدم رضا البعض الاخر الدخول فى معركة عابرة للقارات كالتى يقودها التنظيم او محاولة تجنيب اهل سوريا ويلات حرب دولية فى اشارة منهم لا الرسول (ص) هادن كفار قريش عشرة سنوات وعندما اصبح فى موقف قوة هاجمهم وهو ما ياخذه البعض على تنظيم الدولة فهم يرون التنظيم يصدم الشام والعراق فى قتال لا يستطيع المسلمون ادارته الان ولكنه يريدون ان يحرروا سوريا من بشار ثم تطبيق الشريعة ثم القتال ضد اسرائيل والغرب .. حسب فكرهم وحسب اقوالهم واشهرها ابو محمد الجولانى عندما قال ان النصرة لن تشن هجمات خارج سوريا فى اى مكان .. ولكنه لم يتحدث عن اسرائيل او حتى هضبة الجولان المحتلة التى اسمه مرتبط بها.. واستكمل : هى لا تريد الا تطبيق الشرع فى الشام رغم انهم جميعا لا يطبقون نظام الولاء والبراء فى مناطقهم حتى .. ويبررون ذلك بالصبر حتى ياتى الفرج .. فكل فصائل المعارضة السورية الاسلامية ترفع راية الجهاد وفكرها واحد فى هذا الامر .. الاطاحة ببشار ومرور الموجة من اعلاهم ثم يقومون بامارة سوريا الاسلامية . ربما يظنون ان الغرب سيسمح لهم يذلك او اخذوا تطمينات اقليميه (ربما) ..
زوبان الجليد :
أبي محمد الجولاني بأن جماعته تشكّل العمود الفقرى لجيش الفتح وبين القرار الذي صدم أوساط الجهاديين منذ ايام والقاضي بتعليق جبهة النصرة مشاركتها في جيش الفتح إلى حين حل بعض الخلافات القديمة فهي مختلفة بالأصل في ما بينها إيديولوجياً وعقائدياً وسياسياً كما أن لكل منها ارتباطاته الإقليمية التي تفرض عليه التزامات تتعارض مع التزامات غيره من الفصائل الأخرى وبات معلوماً أنه لولا التقارب السعودي ـ التركي ـ القطري في أعقاب عاصفة الحزم ضد اليمن ومحاولة تصديرها إلى سوريا لم يكن لهذه الفصائل أن تجتمع مع بعضها ضمن كيان واحد. لكن الجديد هو أن هذه الخلافات بدأت تظهر إلى العلن وقد تهدم الجيش الذي كان أنصاره يعتبرونه أهم إنجاز يتحقق على الساحة السورية منذ بدء الحرب فيها .. 
ولكن انسحاب النصرة ليس بسبب جند الاقصى فقط .. بل ايضا بسبب عدم اتفاقها مع احرار الشام على غزوة حماة التى ترى فيها النصرة تقدما لقلب معاقل النظام وليقطع الطريق على تنظيم الدولة الذى بدا ينشط فى المكان ولكن بسبب ارتباط احرار الشام باطراف اقليمة ترغمه على عدم التقدم فى قلب الاراضى المهمة للنظام طلب من النصرة التاجيل والذهاب لصد هجوم النظام فى ريف حلب الجنوبى وهو ما رفضته النصرة واعلنت تعليق نشاطها فى جيش الفتح .. 
فى النهاية وبغض النظر عن نتيجة هذه المساعي فان العديد من المراقبين يشككون في قدرة جيش الفتح على استعادة لحمته السابقة ويرون أنه حتى في حال نجاح مهمة المحيسني فإن جيش الفتح الذي نعرفه قد انتهى ليس لأن الخلافات ستبقى مهما جرى التكتم عليها وإنما لأن الظروف الإقليمية التي استلزمت ولادته قد انتهت بدورها وجاءت مكانها ظروف مغايرة تهيمن عليها عاصفة السوخوي وليس عاصفة الحزم ومحادثات فيينا حتى ولو فشلت ولكن عندما تذهب قطر والسعودية وتركيا للتحدث مع ايران وروسيا بشان سوريا فلابد ان تعلم ان الداخل السورى سيتغير ايضا .
وسيظل الخلاف محتدم بين سوريا التوحيد والمهادنة والديمقراطية والعلوية .. فهى ليست حرب اهلية هى حرب عقائدية 
‪#‎T_karem_samy‬
‫#‏اسأل‬
‫#‏شارك‬
‫#‏شير‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق