Translate

السبت، 26 ديسمبر 2015

الرمادى والنموذج الامريكى

الرمادى والنموذج الامريكى
بدات عملية السيطرة على مدينة الرمادى من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق ليست المرة الاولى فى خلال 7 اشهر التى يعلن فيها عن عملية استعادة الرمادى من التنظيم عدة مرات .. والتى سيطر عليها بالكامل يوم 17 / 5 /2015 فى هجوم عنيف على كامل ارجاء المدينة استمر 48 ساعة فقط سيطر فيهم على المدينة .. وقد حاول الحشد الشعبى والجيش العراقى والحشد العشائرى وقوات الامن الاخرى .. محاولات للسيطرة على المدن منذ 7 اشهر متواصله دون جدوى .. تشتعل المعارك الان فى الرمادى وسط سيناريوهات مختلفة جميعها قريب للغاية .. حيث فى ارض الرمادى لا يوجد شئ غير قابل للحدوث .
الرمادى:
مدينة عراقية تبعد غرب بغداد حوالي 108 كيلومتر وهي مركز محافظة الأنبار اكبر محافظات العراق وبالقرب منها قواعد عسكرية ك قاعدة عين الاسد الجوية وقاعدة الحبانية واللواء الثامن ومقر عمليات الانبار .. المدينة تقع شرق الفلوجة وغرب هيت وقد سيطر على المدينة تنظيم الدولة منذ مايو الماضى 
الاحياء :
يقع فى الرمادى حوالى 52 حى ومنطقة داخل المدينة وليست تابعه اداريا لها ... كحصيبة الشرقية والخالدية والسجارية .. اشهر الاحياء التى يسيطر التنظيم عليها حتى الان الحوز والجمعية والملعب والضباط .. وكان التنظيم يسيطر على كامل احياء المدينة ولكن فى خلال 7 اشهر سيطر الجيش العراقى على العديد من المناطق خلال الاشتباكات .. ومنها حى التاميم والجامعة واجزاء واسعه من البوفراج والبوعيثى والبوذياب ولكنها مازالت مواقع اشتباك عدا حى التاميم الذى تمت السيطرة عليه بالكامل .. 
القوات المشاركة :
الجيش العراقى اللواء الثامن الذى انسحب اثناء هجوم تنظيم الدولة على المدينة وافواج الطواري وقوات الحشد العشائرى وصحوات الانبار وقوات مكافحة الارهاب وقوات الرد السريع والفرقة الذهبية وتلك هى كل وحدات الجيش تقريبا وتعدادهم اكثر من 15 الف مقاتل مشارك وتم ابعاد الحشد الشعبى الشيعى عن محيط الرمادى نهائى وتدعم العمليات جويا قيادة قوات التحالف الدولى والتى تقودة الولايات المتحدة وحلفائها ويشارك بعض القوات الامريكية على الارض الجيش العراقى فى المشورة والتوجيه حتى انهم شاركوا فى وضع الخطط بل وبناء جسر على نهر الفرات .. لمرور القوات عليه للدخول الى المدينة والتى قام التنظيم بتفجير اغلب الجسور المؤدية اليها لاعاقة القوات الامنية .. بينما يشارك التنظيم بعدد مقاتلين لا يتعدى ال1000 مقاتل بكل المقاييس .. ولكنهم يوصفون فى صفوف مقاتلى التنظيم بالاشرس لان اغلبهم عراقيين من اهل المنطقة وقد قاتل قادتهم وابائهم ضد الجيش الامريكى فهم اصحاب خلفية قتالية وعقائدية عالية ويطلق عليهم لقب (الكواسر) وعندما سيطر التنظيم على المدينة سيطر على مخازن اللواء الثامن والتى يقال انها بها ذخائر لادارة حرب كامله لعدة اعوام . 
الحشد الشعبى :
رفضت القوات الامريكية مشاركة مليشيات الحشد الشعبى (الشيعية) لما تتميز به المدينة من طبيعة سنية مما قد يشعل حرب طائفية فى المدينة ويجعل المدنيين ينضمون للتنظيم للدفاع عن المدينة بالرغم من اغلب القوات العراقية الحكومية ككقيادات شيعية الا انها تظل قوات جيش البلد وليست مليشيات اسست بفتوى من المرجعية الدينية وتحديدا بعد معارك صلاح الدين وديالى وحزام بغداد والتى ظهر فيها تطهير عرقى من قبل مليشيا الحشد وهو ما تتخوف منه امريكا ان يجعل اهالى الانبار صفا واحدا مع التنظيم فى حالة تواجد الحشد ولذلك تم ابعاده. ولكنه مرشح فى الدخول فى حالة تعثر القوات الحكومية مجددا
الارض المحروقة: 
اصدرت وزارة الدفاع العراقية تحذير للمدنيين داخل المدينة تطالبهم بالخروج منها خلال 72 ساعة تنتهى غدا وعدد المدنين فى المدينة يتعدى عشرات الالاف ووصف هذا البيان بانه محاولة لربط كل من فى المدينة بالتنظيم وقتلهم جميعا بسياسة الارض المحروقة .. فى مقوله ان جميع المسالمين قد خرج ولم يتبقى فى المدينة غير الدواعش .. وبذلك المنطق ستقتل الجميع بدون رادع .. حتى ان الحكومة طالبت الاهالى بالخروج لحى الحميرة جنوب الرمادى والغريب ان القوات العراقية تخوض معارك عنيفة فى نفس المحور مع التنظيم فكيف للاهالى ان يخرجوا .. بينما مجموعه من الاهالى حاولت الخروج باتجاه الحبانية وتم القاء الفبض عليهم والتحقيق معهم بالرغم من ان اغلبهم نساء واطفال 
المدنيين:
يتواجد الالاف من المدنيين داخل المدينة وفى احيائها فهم لم يتركوها عندما دخلها تنظيم الدولة لسببين الاول انهم يقبلون بالتنظيم كبديل افضل من الجيش العراقى بسبب الطائفية والثانى ان اغلبهم حاول الهرب باتجاه بغداد وتم ارجاعه من على جسر بزيبز وتم اذلالهم على الجسر واعتقال وقتل عدد منهم على ايد المليشيات الشيعية على اسوار بزيبز او حتى داخل بغداد بوصفهم عائلات الدواعش واهلهم .. فقليل منهم من يفضل الخروج من الرمادى باتجاه بغداد او غيرها تحت حماية الجيش بسبب الثقة المفقودة .
محاور الهجوم:
الهجوم الاول على مناطق البوفراج والجرايشى والبوذياب بعدما سيطر التنظيم على اغلبها منذ 10 ايام فى هجوم مفاجئ ولكن قامت القوات العراقية بالتقدم على جبهه الجرايشى فقط وصد الهجوم الشمالى بالكامل فى تلك الجهه
الهجوم الثانى : حى الملعب وقد حدثت اشتباكات عنفية فيه ختمها التنظيم بهجوم انغماسى على قوات الجيش المتقدمة مما اجبرها على التراجع 
الهجوم الثالث :على منطقة البوعيثى وقد حقق الجيش نجاحات فى التقدم ولكن تلك المنطقة لم تكن تحت سيطرة التنظيم فى الفترة الماضية فكان السيطرة عليها سهل للغاية 
الهجوم الرابع: على حى الورار وقد سيطرت القوات الحكومية على مناطق كبيرة فى الحى الا ان اشتباكات متقطعة وقصف متبادل بين الجيش والتنظيم من وقت لاخر فيه .
الهجوم الخامس : كان على حى الحوز ومركز المدينة والقريب للغاية من حى التاميم والورار والذين يخضع اغلبهم للقوات العراقية المشتركة ولكن صد التنظيم هذا الهجوم بقوة وعادت القوات العراقية بعدما منيت بخسائر كبيرة 
الهجوم السادس: انطلقت وحدات من الجيش العراقى من حى الحميرة فى محاولة للسيطرة على حى الظباط والارامل والاندلس والبكر والمعلمين وبالفعل سيطرت عليهم بالكامل ولكن الجيش فوجئ بعد السيطرة على الاحياء بخروج مقاتلى التنظيم من انفاق تحت الارض من اماكن مختلفة فى الاحياء وهنا عنصر المفاجاة مع تحيد الطيران بالكامل جعل التنظيم صاحب مبادرة وانسحبت القوات العراقية من الاحياء جميعا ما عدا الارامل وجزء من حى البكر مع استمرار الاشتباكات .. 
هجوم مضاد :
هجوم على منطقة المضيق والصديقية شرق الرمادى قتل فيه العشرات من الجيش حيث استخدمت عدة سيارات مفخخة وفى الجنوب شن هجوم منظم على حى الحميرة والارامل والبكر على وحدات الجيش بسيارة مفخخه وهجوم بمختلف الاسلحة مخلفا عدد كبير من القتلى فى تلك الجبهه تحديدا وهجوم اخر على الجرايشى وشمال البوفراج ولتكون حصيلة قتلى القوات العراقية منذ بداية اعلان بدا الهجوم لاستعادة الرمادى حسب مصادر اعلامية تتخطى ال200 قتيل حتى الان واسقاط مروحية جنوب الرمادى
استراتيجية قتاليه جديدة:
حفر التنظيم انفاق بطول الرمادى وعرضها وقام بتفخيخ كل شئ فى مناطق الاشتباك حتى عواميد الانارة والقناصين المحترفين للغاية الذين يتحركون فى كافة الارجاء مرتجلين والعبوات الناسفة التى وصفها رئيس اركان الجيش العراقى بالخطيرة لانها (قامت بقلب اليه وزنها اكثر من 27 طن) وهذا فى عرف العبوات عمل ضخم .. ناهيك عن الكمائن وقطع الطرقات الحيوية وتفخيخ المنازل والمواقع قبل الانسحاب .. مما جعل مسئول الشرطة الاتحادية بالقول (نحارب اشباح فى الرمادى) فالتنظيم استخدم تقنيات عالية للغاية فى عمليه صد الهجوم ويتحركون فى انفاق تحت الارض وطرق امدادهم غير معلومة وبالرغم من التضخيم الاعلامى المبرر لقادة الجيش العراقى الا انه وحسب مصادر محليه عراقية يواجه مقاومة لم يواجهها من قبل باستراتيجية جديدة
قناص الحوز:
استهدفت القوات العراقية اثناء تقدمها باتجاه حى الحوز نيران قناصه خفيفة وثقيلة مركزة وقد قام الطيران باستهداف مكان القناص عدة مرات ولكنه استمر فى اطلاق النيران على القوات من اماكن مختلفة ويتحصن القناص فى شارع ال60 وسط تجمع هائل من الالغام والمفخخات ويقال انه يتحصن بالمبانى والانفاق ويقنص ويغير مكانه مدعوما بحوالى 20 من مقاتلى التنظيم يقومون بحمايته وتفجير عبوات على القوات اثناء تسديد الضربات للقوات الامنية بدقة ويعتقد انه يستخدم اكثر من نوع سلاح لاختلاف الاصابات فى المنطقة .. وقد قال وزير الطيران الحربى العراقى : انهم استهدفوا المكان اكثر من مرة ولكن مازالت القوات الامنية تعانى نيران القنص فى تلك النقطة .. و(يعتقد) ان هذا القناص (جول مراد حليموف) الرجل الداهية فى صفوف التنظيم ..
تخبط امنى :
بعد اول يوم من العمليات والتى قيل انها ستنتهى خلال ساعات ثم اصبحت ايام الى ان قيل انها قبل نهاية العام صدم المتحدث باسم التحالف الدولى الجميع بتصريح ان معارك الرمادى ستكون (طويلة وصعبه) مما يقضى على مصدقية الجيش العراقى والتى تتأكل بعد اعلانهم اكثر من مرة قرب اقتحام المدينة والتى تنتهى بوقف العمليات فالرغم من التفائل الشعبى الاعلامى العراقى بالعملية الا انها وعلى الارض كل يوم يخرج المسئولون العراقيين بتبريرات على البطئ ويحاول قيادات الجيش فى العادة بث روح عالية للمقاتلين ولكنهم لاول مرة يتحدثون عن صعوبات بعد ايام قليلة من بدا الهجوم الكبير مما يعنى ان هناك خسائر كبيرة فى الارواح وراء تراجع نبرة التصريحات عن النصر السريع 
النموذج الامريكى:
تريد امريكا بمشاركتها الفعالة فى الرمادى لتكون مثال يحتذى به لبدايه السيطرة على الموصل .. فالامثلة الاخرى كانت دامية كجرف الصخر وامرلى والتى كان يتواجد فيهم التنظيم وشن عليهم الجيش العراقى حمله وانتهت الحملة بهزيمة التنظيم وتدمير المدينة بالكامل ومازال اهلها لم يعودوا وتاتى تكريت هى نقطة فاصلة فى قتال التنظيم بعدما سيطر عليها الجيش العراقى والحشد ولكنهم احرقوا المدينة ودمروا المبانى وقتلوا واحرقوا الجثث وحتى ان شوهد احد مقاتلى الحشد يقوم بشوى شاب عراقى على طريقة (الشاورما) ويقوم بتقطيعه بعد موته متهما اياه بانه موالى للتنظيم تلك المشاهد وغيرها الكثير لم يتوقف فى اذهان اهل السنه فى العراق فامريكا بابعاد الحشد الشعبى عن الرمادى تحاول ان تصنع نموذج بالانتصار بدون تدمير المدينة لتكون نواه لمعركة الموصل المهمة والتى لا يريد اهلها الجيش ليس فقط بسبب انه تاقلم مع وضع التنظيم الا انه ايضا لا يريد ان يرى مدينة مدمرة كجرف الصخر او تكريت او بيجى وهو للعلم سبب تواجد القوات التركية بالقرب من الموصل لكى لا تسمح بمشاركة الحشد او حدوث انتهاكات الاهالى ومنازل المدنين فى الموصل لانها وبرغم من سيطرة تنظيم الدولة عليها الا انها اخر مدن اهل السنه فى العراق بعدما اشعل لهيب الحرب باقى المدن ومع تصاعد مقاومة مقاتلى التنظيم فى الرمادى واستمرارهم فى التصدى للقوات الامنية كما هو الحال حتى الان .. سيكون فشل جديد للادارة الامريكية فى قتال التنظيم ..
وبينما تستمر المعارك يبدوا ان التنظيم يعمل على استدراج القوات العراقية لكمائن وحرب شوارع فى قلب المدن وهى الحرب التى يجيدها التنظيم ويتم فيها تحييد سلاح الطيران وهذا اكثر ما يخشاه الجيش العراقى الذى يحقق تقدما ولو وصف بالبطئ تحت نيران كثيفة للتحالف الدولى .. وسلاح الانفاق والقناصات الذى اشتكى منه كثيرا قيادات من الجيش العراقى و كلما اقتربت القوات العراقية من الاحياء الهامة ومركز المدينة تشتد المعارك .. والقوات لا تقاتل بالمعنى الحرفى بل انها تتقدم فى الاماكن التى يدمرها الطيران فى اعتقادها ان مقاتلى التنظيم انسحبوا الا ان الانفاق والانتحاريين يحدثون المفاجاة فى الغالب
ولسوف نرى هل سينجح المخطط الامريكى ام سيفشل اما صمود التنظيم وليصبح بعدها الدور الامريكى ضعيف امام الدور الروسى الذى لا يركز فى غير القتل والابادة اى كانت الخسائر البشرية والتغيريات السياسية وعلى الارض نستمع لاصوات القوات التى فى مؤخرة الجيش العراقى تصرخ الى الامام والقوات التى فى المقدمة تضرح الى الخلف من شدة المعارك فى الرمادى ارض النزال
‪#‎T_karem_samy‬
‫#‏أسال‬
‫#‏شارك‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق